ون يحبون
ذلك وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم
على فارس لأنهم أهل كتاب فأنزل الله
قوله:
آلم
غلبت الروم في أدنى الأرض
وهم من بعد غلبهم سيغلبون في
بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد
ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله
[الروم:1-5].
قال
ابن كثير: وكانت نصرة الروم على فارس
يوم وقعة بدر في قول طائفة كثيرة من
العلماء كابن عباس والثوري والسدي
وغيرهم(
[17]).
فالإخبار
عن أمر مستقبلي وتحديد المدة وإعلام
أنه يوافق نصرا للمؤمنين، هذا لا يمكن
لبشر أن يقطع به بل هو أمر لا يمكن أن
يقطع به إلا الله سبحانه الخالق علام
الغيوب جل جلاله .
د-
الحقائق العلمية: التي عرفها العلم
مؤخرا بعد بحث ودراسة وتنقيب من ذلك
وجود حاجز بين البحر والنهر فلا يبغي
أحدهما على صاحبه ولا يختلط به وقال
تعالى:
مرج
البحرين يلتقيان بينهما
برزخ لا يبغيان
[الرحمن :19-20].
ثم
قوله تعالى:
كلما
نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها
ليذوقوا العذاب
[النساء:56].
ومما
عرف العلم أن الجلد تتركز فيه أعصاب
الإحساس، فحروق الدرجة الأولى أشد
ألماً من حروق الدرجة الثانية أو
الثالثة حيث تضعف أعصاب الإحساس، وغير
هذا كثير مما كتبه العلماء أمثال كتاب:
(الله يتجلى في عصر العلم) (العلم
والإيمان) (الطب في محراب الإيمان).
هل
الأمة بحاجة إلى القرآن؟
اعلم
أن الله تعالى سمى القرآن العظيم
بأسماء تدل عليه، فسمى الله القرآن:
أ-
روحاً: قال تعالى:
وكذلك
أوحينا إليك روحا من أمرنا [الشورى:52].
فمنزلة القرآن من الأمة بمنزلة الروح
من الجسد عليه عوامل التفسخ والتحلل
والتعفن وهذا حال الأمة في ضياعها
وتفككها وعلائقها وأخلاقها.
ب-
الفرقان: قال تعالى:
تبارك
الذي نزل الفرقان على عبده ليكون
للعالمين نذيرا
[الفرقان:1]،
فهو الذي يفرق بين الحق والباطل والهدى
والضلال والصواب والخطأ وبغيره تلتبس
الأمور وتضيع الحقائق، وتعيش الأمة في
ضلالة عمياء وجهلاء متخبطة في سيرها.
ج-
الذكر: قال تعالى:
وإنه
لذكر لك ولقومك
[الزخرف:44]، فلا شرف للأمة ولا مكانة
ولا منزلة إلا بالقرآن وبغيره يدوسها
أعداء الله بأقدامهم وتهان وتستباح.
كيف
ينبغي أن نتلقاه؟
التلقي
للتنفيذ: وهذا هدي السلف رضوان الله
عليهم، يقول عبد الله بن مسعود: (ما كنا
نحفظ من كتاب الله إلا خمسة أو عشرة
آيات حتى نعمل بها ثم نعود فنحفظ خمسا
أو عشرا أخرى) فكتاب الله سبحانه لم
يتنزل للقراءة على الموتى للبركة بل
على الأحياء حتى ينتفعوا في تنظيم
أحوالهم.
التعظيم
لكتاب الله: فلا ينبغي للأمة التي
كرمها الله تعالى - بإنزال هذا الكتاب
العظيم عليها- أن تلتفت إلى فضلات
وضلالات الآخرين، قال تعالى:
يا
أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي
الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع
عليم
[الحجرات:1].
فذلك
منتهى سوء الأدب مع الله أن نقدم
الأهواء والآراء على قول الله وقول
رسوله
.