ولد ثابت دسوقي البطل في السادس عشر من سبتمبر عام 1953 بمدينة
الحوامدية .. متزوج .. و له ابنتان لينا و لاميس, و في بداية الحكاية, كان
ثابت البطل يلعب في مركز الجناح الأيسر, و تسببت الصدفة في إكتشافه في
مركز حارس المرمى بعد أن أصيب حارس مرمى الحوامدية في إحدى المباريات و لم
يكن على دكة البدلاء أي حارس مرمى بديل فظهر بمستوى جيد جدا و منذ ذلك
الوقت قرر ثابت البطل احتراف حراسة المرمى .. و عندما كان في مقتبل حياته
الكروية كان ثابت البطل كان على وشك الإنضمام لنادي الزمالك, إلا أن أحد
الكشافين الشهيرين ذلك الوقت و اسمه عبده البقال قام بضمه للنادي الأهلي
في اللحظة الأخيرة و ذلك بعد أن شاهد منه مستوى رفيع مع ناديه الأول نادي
شركة سكر الحوامدية الذي لعب له ثلاث سنوات ثم جاء إلى القاهرة عام 1972
بحثا عن المجد و الشهرة لينضم لجيل السبعينيات العظيم.
و بذلك
انضم ثابت البطل للأهلي و هو في عمر التاسعة عشر, و بعد عامين تم تصعيده
للفريق الأول في الوقت الذي كان الكابتن إكرامي في عز تألقه في حراسة عرين
القلعة الحمراء .. و في عام 1973 أصبح ثابت البطل الحارس الرابع للنادي
الأهلي بعد كل من الكابتن عصام عبدالمنعم و حازم كرم و إكرامي و و حصل
ثابت البطل على فرصته مع المنتخب الوطني لأول مرة عام 1974 مع الكابتن
محمد حلمي الذي استعان به لدورة ودية في سوريا قبل المشاركة رسميا في أي
مباراة مع الفريق الأول للنادي الأهلي و هو ما حدث للمرة الأولى في عهده و
حصل خلال الدورة على لقب أحسن حارس في البطولة حيث تألق بشكل رائع جدا و
كان حارسا متألقا و شامخا في عهده لا يخشى مهاجما و لا يخاف نجما في أي
مباراة, ظل يعشق الكرة و النادي الأهلي حتى فارق الحياة.
و لم
يغادر ثابت البطل الملاعب إلا عندما وصل به السن للثامنة و الثلاثين, و
بعد أن تراجع قبلها بعام عن الإعتزال بعد مطالبة الجميع ببقائة ليكون
بمثابة القائد لفريق من الناشئين, و خلال مشواره الكروي حصل ثابت البطل مع
الأهلي على 11 بطولة دوري عام, و 7 بطولات كأس مصر .. بالإضافة إلى خمس
بطولات أفريقية و بطولة واحدة أفروآسيوية و هو أكثر اللاعبين في تاريخ
الأهلي إحرازا للبطولات.
خاض ما يقرب من ثلاثمئة مباراة محلية مع
النادي الأهلي , بدأها بمباراة الأهلي و المصري البورسعيدي في موسم
1974-1975 و ختمها بمباراة الأهلي و أسوان في نهائي كأس مصر عام 1991 ..
لعب البطل للمنتخب المصري على مدار 14 عاما و قاد مصر للصعود لدورة
الألعاب الأوليمبية مرتين, في موسكو عام 1980التي لم تشارك فيها مصر
احتجاجا على غزو الاتحاد السوفييتي لأفغانستان, و الثانية في لوس أنجلوس
عام 1984 و لم يشارك أيضا بسبب الإصابة التي لحقت به قبل الدورة بعدة
أسابيع.
كان البطل عنصرا مؤثرا في فوز مصر بكأس أفريقيا عام 1986
حيث تصدى لركلة جزاء مؤثرة أمام الكاميرون في المباراة النهائية .. و فاز
مع مصر بالمركز الأول و الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأفريقية عام
1987.
شارك ثابت البطل مع منتخب مصر في خمس بطولات أمم أفريقيا,
عام 1976 بأثيوبيا, و 1984 في ساحل العاج, و 1986 في مصر, و 1988 في
المغرب و عام 1990 بالجزائر .. و على مدار مشواره الدولي لم يغب عن
المنتخب الوطني إلا في بطولة أمم أفريقيا نيجيريا 1980 و يعتبر أكبر
إنجازاته كأس أفريقيا 1986 و التأهل لكأس العالم 1990.
و بعد
الإعتزال لم يبتعد ثابت البطل عن البساط الأخضر حيث عمل مدربا لحراس
المرمى في عدة أندية في عمان و الأردن و الإمارات , و بعد نجاحه الكبير في
الإمارات تم استعداؤه من قبل مجلس إدارة النادي الأهلي بقيادة الراحل صالح
سليم ليتجه للإدارة للمرة الأولى تاركا التدريب عام 1995 .. و خلال خمس
سنوات حقق مع الأهلي خمس بطولات دوري و ثلاث بطولات عربية و بطولتين كأس
مصر و ترك النادي الأهلي عام 2000 متجها لإدارة الكرة في نادي الإتحاد
الليبي و استمر هناك لمدة موسمين ليعود للأهلي مرة أخرى في موسم 2003-2004
مع توني أوليفيرا البرتغالي مضحيا براتب شهري قدره 15 ألف دولار أمريكي ..
و في موسمه الأخير 2004-2005 قاد الأهلي لبناء فريق الأحلام و الفوز في 17
مباراة متتالية لأول مرة في تاريخ الكرة المصرية و الحصول على الدوري قبل
نهايته بسبع أسابيع لأول مرى في تاريخ الكرة المصرية أيضا .. و كانت
المباراة الأخيرة له هي التي شهدت فوز الأهلي التاريخي على غريمه التقليدي
الزمالك بثلاثة أهداف نظيفة.
فرض أسلوبه في الإدارة, و كان
عنوانه الجدية و الإلتزام و العطاء بغض النظر عن أي مصالح شخصية, و دائما
ما فضل المصلحة العامة على الخاصة, حتى أصبح منهجه في الإدارة هندسة فريدة
تسعى إليها كل الأندية.
حصل ثابت البطل على وسام الرياضة من
الطبقة الثانية من الرئيس الراحل أنور السادات ثم حصل عليه مرة ثانية من
الرئيس مبارك عام1982 و حصل على نوط الواجب من الرئيس مبارك عام 1986بعد
حصول المنتخب المصري على كأس مصر بقيادته و حصل على أوسكار أحسن لاعب في
الثمانينيات.
خاض ثابت البطل رحلة صعبة مع المرض دامت عامين, حتى
أصيب عام 2003 بآلام موجعة بالمعدة و دخل على إثرها المستشفى لإجراء بعض
التحاليل الطبية التي أثبتت إصابته بمرض السرطان في البنكرياس و المعدة ..
و كان النادي الأهلي برئاسة الكابتن حسن حمدي قد قرر سفره للعلاج بفرنسا
عام 2004 على نفقة النادي لإجراء جراحة عاجلة بالتنسيق مع وزارة الصحة
المصرية و عاد بعدها البطل في صحة جيدة ليعيش أيامه الأخيرة في أحضان
ناديه .. نادي القرن .. و في مساء الأحد الموافق 13 فبراير راح البطل في
غيبوبة كبيرة, و أخيرة .. لتوافيه المنية في الثالثة من فجر الإثنين
الرابع عشر من فبراير 2005 عن عمر يناهز 52 عاما.
و في مشهد مهيب
خرج جثمان ثابت البطل من مسجد مصطفى محمود إلى مثواه الأخير, مقبرة
العائلة بالحوامدية .. في جنازة شارك فيها ما لا يقل عن عشرون ألفا من
محبو ثابت البطل و محبو النادي الأهلي و أهالي مدينة الحوامدية .. رحم
الله ثابت البطل.