أكد الدكتور فاروق الباز، مدير مركز تطبيقات
الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن العالم، أن العملية الانتخابية في مصر
أثبتت عظمة ووعي المصريين، مشيرًا إلى أن ما كان يحدث في السابق كان بفعل
النظام البائد.
عبَّر الباز في تصريح لصحيفة "الرأي"
الأردنية الصادرة اليوم "الثلاثاء" عن سعادته بالنسبة الكبيرة التي شاركت
في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية في مصر، وأشار إلى أن ما يهم
شعوب الدول العربية هو المنجزات التي تقدم لهم من قبل الأنظمة السياسية.
أشاد العالم المصري بدور جماعة الإخوان
المسلمين، معتبرًا أن الإخوان الذين تسلموا مراكز متقدمة على مستوى صناعة
القرار في ليبيا ومصر وتونس لا خوف منهم، وطالب الأنظمة السياسية بدمج
العلم مع مجريات الأحداث السياسية، محملاً رؤساء دول عربية مسئولية عدم
إيلائهم للعلم أي اهتمام "باعتبار العلم ترفًا من وجهة نظرهم، وأن الإنفاق
الهائل عليه لا مبرر له"، واعتبر أن الاهتمام بالعلم والمعرفة يدعم
الاقتصاد الوطني، وأن على رؤساء الدول العربية الاهتمام بهذا الجانب.
قال الباز: إن انطلاقة الديمقراطية الحقيقية
بدأت بالفعل في مصر على يد الشباب بعد ثورة 25 يناير، وأنه لا يريد أن يرى
أي أحد من أصحاب الشعر الأبيض على الساحة السياسية في مصر، لإعطاء الفرصة
للشباب الذين أثبتوا أنهم جديرون بالثقة، مشيرًا إلى أن نسبة الخطأ واردة
من أي شخص لكن الشباب يتعلمون من أخطائهم أسرع ولا عيب في الخطأ.
حول صعود الإسلاميين في مصر وتونس، قال
الباز: "ليس هناك أي مخاوف من صعود الإسلاميين خاصة في مصر؛ لأن الشارع
المصري لديه الشرعية وأصبح الآن على وعي ودراية كافية بمن هو الأصلح
لإدارة شئون البلاد، خاصة أن الشعب قادر على الإطاحة بأي نظام فاسد كما
حدث في 25 يناير".
وبين الباز أن جماعة الإخوان المسلمين،
لديهم برامج ناجحة لكن العبرة في التطبيق على أرض الواقع وليس بالأوراق
والأقلام فقط، مشيرًا إلى أن الإخوان سريعو التطور؛ لأنهم تعبوا أكثر من
أي فصيل آخر أثناء حكم النظام السابق، وعندما يصلون للحكم سيكون لديهم
مخاوف من المطالب الأساسية للشعب مثل الأكل والشرب وتوفير العمل.
وحول المخاوف من انتشار السلفيين في الحياة
السياسية، قال مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن العالم
المصري الدكتور فاروق الباز: "لا مخاوف على الإطلاق؛ لأن الإسلاميين أيضًا
هم من سيقومون بالردِّ من وجهة نظري، خاصة في كبت الحريات فمثلاً السائحون
الذين يأتون لمصر لديهم طرق في ملابسهم ولا أحد قادر على منعهم من ارتداء
ما يريدون أو فرض أكل أو شرب معين؛ لأن هذا يسبب ضررًا للسياحة، وبالتالي
سيكون له تأثير سلبي على الاقتصاد، فسيكون 30% من المصريين بلا وظيفة،
وهذه مسئولية كبيرة لا يمكن لأحد أن يتحملها".
وأضاف أن أكبر نسبة دخل في مصر هي السياحة
فإذا توقفت فلا بديل لها، لذلك كل الحكومات ذات الاتجاه الإسلامي سيقولون
"العمل هو الحل" بدلًا من شعار"الإسلام هو الحل".